الادعاء الكاذب بالاعتداء الجنسي على الأطفال

الادعاء الكاذب بالاعتداء الجنسي على الأطفال هو اتهام شخص واحد أو أكثر بالاعتداء الجنسي على الأطفال في حين أنه في الواقع لم يكن هناك أي اعتداء من قِبل المتهم على النحو المزعوم. ويكون تقديم هذه الاتهامات من قِبل الضحية المزعومة أو من قِبل شخص آخر بالنيابة عن الضحية المزعومة. وأشارت الدراسات حول معدّل الادعاءات المسجلة عن إساءة معاملة الأطفال في التسعينات إلى أن المعدل العام للاتهامات الباطلة في ذلك الوقت كان حوالي 10٪.[1][2][3][4]

وأظهرت الدراسات أنه من بين الادعاءات التي ثبت أنها خاطئة، فإن جزءًا صغيرًا فقط ثبت أنه ناشيء من الطفل. ومعظم الادعاءات الكاذبة كانت ناشئة من شخص بالغ نيابة عن الطفل، وحدثت أغلبية كبيرة منها في سياق الطلاق ومعارك حضانة الأطفال.[1][5]

الدافع الآخر المحتمل هو الانتقام من قِبل الشخص المُدَعي ضد المتهم. وهناك أيضاً دليل على أن أنظمة مثل المملكة المتحدة (ونيوزيلندا سابقاً) التي تدفع تعويضات كبيرة للضحايا المزعومين وأولياء أمورهم دون الحاجة إلى إثبات للادعاء يمكن أن توفر دافعاً للإدلاء بمزاعم كاذبة.

أنواع الادعاءات

عندما تكون الأدلة الداعمة غير كافية لتحديد ما إذا كان الاتهام صحيحًا أم كاذبًا، يتم وصفه بأنه ادعاء "غير مثبت" أو "لا أساس له". ويمكن تقسيم الاتهامات التي يتم تحديدها كاذبة بناءً على الأدلة المؤيدة للادعاء إلى ثلاث فئات:[1]

  • إدعاء كاذب تماماً بأن الأحداث المزعومة لم تحدث؛ ويمكن أن يكون سبب القيام بذلك الانتقام من المعلم أو صاحب العمل الذي حرمهم من الحصول على درجات دراسية أو زيادة في الراتب أو الترقية. ويمكن أيضًا أن يتم ذلك لأغراض الابتزاز أو التهديد.
  • ادعاء يصف الأحداث التي وقعت، ولكن ارتكبها شخص غير المتهم، ويكون المتهم بريئًا في هذه الحالة. وعندما يصنع طفل هذا النوع من الادعاءات يطلق عليه "استبدال الجاني".
  • ادعاء صحيح جزئياً وخاطيء جزئياً لأنه يمزج أوصاف الأحداث التي حدثت بالفعل مع أحداث أخرى لم تحدث.

يمكن أن يحدث الادعاء الكاذب نتيجة الكذب المتعمد ضد المتهم،[6] أو عن غير قصد بسبب التباس إما ينشأ بشكل عفوي بسبب مرض عقلي أو ناتج عن أسئلة موحية متعمدة أو عرضية، أوتدريب الطفل وتلقينه لما يجب عليه قوله أو تقنيات تحقيق خاطئة.[7] واقترح الباحثان بول وليندسي في عام 1997 تطبيق علامات منفصلة على المفهومين، واقترح استخدام مصطلح "الادعاءات الكاذبة" على وجه التحديد عندما يدرك المدَّعِي أنه يُدلِي كذبًا، و "الشكوك الكاذبة" لنطاق أوسع من الاتهامات الباطلة التي قد تكون شارك فيها طرح الأسئلة الإيحائية المحرضة.[8]

ويمكن أن تُدفع أو تتفاقم أو تستمر الاتهامات الزائفة من قِبَل سلطات إنفاذ القانون أوحماية الأطفال أو موظفي الادعاء الذين أصبحوا مقتنعين بإدانة المتهم. وقد يؤدي إثبات عدم صحة الادعاء إلى تنافر معرفي من جانب هؤلاء الأفراد، ويؤدي بهم إلى محاولة عن عمد أو بدون وعي لحل التنافر من خلال تجاهل الأدلة أو حذفها أو حتى تدميرها. وبمجرد اتخاذ أي خطوات لتبرير القرار بأن المتهم مذنب، يُصبح من الصعب للغاية على المسؤول قبول أدلة نفي الادعاء، وهذا يمكن أن يستمر خلال الطعون أو إعادة المحاكمة أو أي جهد آخر لإعادة النظر في الحكم.[9]

التراجع الكاذب

في بعض الأحيان يتم التراجع كذبًا عن الاتهامات والاعتراف بأنها ادعاءات باطلة، ويقترح حدوث التراجع الكاذب في الاتهامات من جانب الأطفال الذين تعرضوا للإساءة لسبب أو أكثر من أسباب عدة: مثل العار أو الإحراج، الخوف من إرسالهم إلى دور الرعاية، أو بسبب رد فعل الكبار مما جعلهم يشعرون بأن سلوكهم كان "خاطئ" أو "سيئ"، أو رغبة منهم في حماية الجاني الذي قد يكون أحد أفراد العائلة المقربين، أوالخوف من تدمير العائلة، أو إصرار أحد أفراد العائلة البالغين على سحب الطفل للاتهام وتدريبه على ذلك أو غيرها.[10][11] وتكون عمليات التراجع الكاذبة أقل شيوعًا عندما يتلقى الطفل الدعم المناسب وفي الوقت المناسب بعد بيان الادعاء.[11]

التأثير الواقع على الطفل والمتهم

يمكن أن تكون مزاعم الإيذاء الجنسي صدمة للطفل بطبيعتها عندما تكون زائفة.[12] غالباً ما يواجه الأشخاص الذين يتم اتهامهم زورًا بالاعتداء الجنسي مشاكل عديدة تلحق بهم. حيث أن طبيعة الجريمة التي وجهت إليهم غالباً ما تستحضر إحساساً ساحقاً بالخيانة. وفي القضايا التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة يكون لدى عامة الناس نزعة قوية للافتراض أن المتهم مذنبًا، مما يؤدي إلى وصمة اجتماعية خطيرة للغاية. حيث يواجه المتهم -حتى لو تمت تبرئته - خطر طرده من وظيفته وفقدان أصدقاءه وعلاقات أخرى وتخريب ممتلكاتهم ومضايقات من قبل أولئك الذين يعتقدون أنه مذنب.

مجموعات الدعم

في عام 2001 كان هناك 18 مجموعة دعم وجماعات ضغط موجودة في المملكة المتحدة "أقيمت لتصحيح الظلم الذي عانى منه أولئك الذين يدعون أنهم أدينوا خطأ في قضايا سوء المعاملة".[13] تشمل المجموعات النشطة حاليًا في المملكة المتحدة ادعاءات كاذبة ضد مقدمي الرعاية والمعلمين (FACT)، ومنظمة دعم الادعاءات الزائفة (FASO)، والناس ضد المزاعم الكاذبة للإساءة (PAFAA with SOFAP).

مراجع

  1. Ney, Tara (2013-06-20). "True And False Allegations Of Child Sexual Abuse". doi:10.4324/9780203777374. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  2. Jackson, Helene; Nuttall, Ronald (1993-01). "Clinician responses to sexual abuse allegations". Child Abuse & Neglect. 17 (1): 127–143. doi:10.1016/0145-2134(93)90013-u. ISSN 0145-2134. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  3. Botica, Flora (1989-01). "Child sexual abuse: A handbook for health care and legal professionals". Child Abuse & Neglect. 13 (3): 440–441. doi:10.1016/0145-2134(89)90086-0. ISSN 0145-2134. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  4. "Child sexual abuse: its scope and our failure". Choice Reviews Online. 39 (05): 39–2861-39-2861. 2002-01-01. doi:10.5860/choice.39-2861. ISSN 0009-4978. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Beker, Jerome (2014-04-04). Assessing Child Maltreatment Reports. Routledge. ISBN 9781315803999. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Mikkelsen, Edwin J.; Gutheil, Thomas G.; Emens, Margaret (1992-10). "False Sexual-Abuse Allegations by Children and Adolescents: Contextual Factors and Clinical Subtypes". American Journal of Psychotherapy. 46 (4): 556–570. doi:10.1176/appi.psychotherapy.1992.46.4.556. ISSN 0002-9564. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  7. Ceci, Stephen J.; Bruck, Maggie (1995). "Jeopardy in the courtroom: A scientific analysis of children's testimony". doi:10.1037/10180-000. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  8. editor., Schinka, John A., editor. Velicer, Wayne F., editor. Weiner, Irving B.,. Handbook of psychology. ISBN 9780470890646. OCLC 870869964. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: extra punctuation (link) صيانة CS1: نص إضافي: قائمة المؤلفون (link)
  9. Leddy, Chuck (2007). "Book Review: Mistakes Were Made (But Not By Me)". PsycEXTRA Dataset. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 24 نوفمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Hanson, Ralph M. (1989-01). "Child sexual abuse: An interdisciplinary manual for diagnosis, case management and treatment". Child Abuse & Neglect. 13 (3): 439. doi:10.1016/0145-2134(89)90084-7. ISSN 0145-2134. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  11. "Schetky, John Alexander". Benezit Dictionary of Artists. Oxford University Press. 2011-10-31. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Complex Issues in Child Custody Evaluations Complex issues in child custody evaluations. 2455 Teller Road,  Thousand Oaks  California  91320  United States: SAGE Publications, Inc. صفحات 181–194. ISBN 9780761910992. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); no-break space character في |مكان= على وضع 18 (مساعدة)CS1 maint: location (link)
  13. Cheit, Ross E. (2014-04-24). The Witch-Hunt Narrative. Oxford University Press. صفحات 87–150. ISBN 9780199931224. مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة القانون
    • بوابة علم النفس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.