الأغوار الفلسطينية

الأغوار الفلسطينيّة هي منطقة في فلسطين تمتدّ من مدينة بيسان حتى صفد شمالًا، ومن عين جدي حتّى النقب جنوبًا، ومن منتصف نهر الأردن وحتّى السفوح الشرقيّة للضفّة الغربيّة غربًا. [1] يسكن منطقة الأغوار ما يقارب 65 ألف فلسطينيّ و11 ألف مستوطن.[2] تمتدّ هذه المنطقة غلى طول الضفة الغربية، وهي بمعظمها أراضٍ زراعيّة خصبة وتشمل الكثير من المساحات المفتوحة مع وجود سكّانيّ طفيف.[2]

أهميّة منطقة الأغوار

تُعزى الأهميّة في منطقة الأغوار إلى عدّة عوامل:

أهميّة استراتيجيّة

منطقة الأغوار ممتدّة على مساحة 1.6 مليون دنم بمقربة الحدود الأردنيّة، وهي تشكّل ما يقارب 30٪ من مساحة الضفّة الغربيّة ويسكنها الفلسطينيون.[3] تكمن الأهميّة الاستراتيجيّة في كون منطقة الأغوار منخفضة عن سطح البحر ممّا يعطيها توزيعًا مختلفًا لدرجات الحرارة في الصيف والشتاء ويجعلها ثريّة بالأراضي الصالحة للزراعة التمور والعنب والتوابل وتوليد الطاقة. كما وتُعدّ المنطقة مرفقًا سياحيًّا لكونها تحوي البحر الميّت الّذي يجذب الكثير من السيّاح، الّذي أيضًا يزوّد إمكانيات أخرى كاستخراج الأملاح والمعادن. [3][1]

أهميّة عسكريّة

تكمن أهميّة منطقة الأغوار العسكريّة بالسيطرة على حدود الضفّة والأردن وضبط الأمن فيها، حيث تعطي سيادة المنطقة إمكانية تحكم وإشراف ومراقبة أفضل على الحدود. والسيطرة على منقطة الأغوار تضمن عزل الفلسطينيين عن العرب الآخرين ومنع إمكانية تكوين كيان عربيّ واحد.[4]

تقسيمات الأغوار

تقسيم جغرافيّ وزراعيّ

تنقسم الأغوار جغرافيًّا وزراعيًّا إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة:[1]

  1. الأغوار الشماليّة - تتبع لمحافظة طوباس وفيها 11 تجمّعًا سكانيًّا، وتضمّ قرى بردلّة وعين البيضا وكردلة ومنطقة المالح[1][5]، وتحتوي على 10 آبار.[5]
  2. الأغوار الوسطى - تتبع لمحافظة نابلس وفيها 4 تجمّعات سكّانية، وتضمّ قرى الجفتلك ومرج النعجة والزبيدات ومرج الغزال وفروش بيت دجن[5][1]، وتحتوي على 68 بئرًا.[5]
  3. الأغوار الجنوبيّة - تتبع لمحافظة أريحا وفيها 12 تجمّعًّا سكانيًّا، وتضمّ منطقة الفصايل والعوجا، ومدينة أريحا وقرية الديوك والنويعمة ومنطقة الخان الأحمر والنبي موسى[5][1]، وتحتوي على 91 بئرًا.[5]

تقسيم إداري

قسّم اتّفاق أوسلو مناطق الأغوار إلى مناطق تخضع تحت سلطات مختلفة بمساحات مختلفة[6]، وتأتي هذه التقسيمات تباعًا لتقسيمات الأراضي في كلّ فلسطين بعد اتفاقيّة أوسلو:

  1. منطقة أ - السلطة الفلسطينيّة: مساحتها 85 كم بنسبة 7.4٪ من مساحة الأغوار الكليّة
  2. منطقة ب - مشتركة بين السلطة الفلسطينّية و"إسرائيل": مساحتها 50 كم بنسبة 4.3٪ من مساحة الأغوار الكليّة
  3. منطقة ج- "إسرائيل": مساحتها 1155 كم وتشكّل نسبة 88.3٪ من مساحة الأغوار الكليّة

أراضي الأغوار

تُشكّل أراضي منقطة الأغوار رُبع مساحة الضفّة الغربيّة، وتوجد فيها 27 قرية فلسطينيّة تتعرّض لمحاولات تهجير منذ احتلال الأغوار عام 1976.[6] [5] أقيمت على أراضي الأغوار 31 مستوطنة إسرائيليّة حتى عام 2015، مُقامة على 12 ألف دونم من أراضي الأغوار وتتبع لها 60 ألف دونم كملحقات.[5] غالبيتها استعملت للزراعة، وسكنها ما مجموعه 8,300 مستوطن. أقدم المستوطنات أُنشئت عام 1969 هي مستوطنة ميخولا، ومسواه، ويتّاف.[6]

تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة الأغوار ما مجموعه 280 ألف دونمًا، ونسبته 38.8٪ من المساحة الكليّة للأغوار، ويستثمر الفلسطينيون في 50 ألف دونمًا منها بينما يستثمر المستوطنون في 27 ألف دونمًا منها.[5] تسيطر "إسرائيل" على 400 ألف دونم من الأغوار بذريعة استخدامها كمناطق عسكريّة مغلقة، وهو ما نسبته 55٪ من المساحة الكليّة للأغوار.[5]تحتوي منطقة الأغوار على الكثير من الآبار، بُني 60٪ منها في العهد الأردنيّ، وتمنع "إسرائيل" تجديد الكثير منها ضمن سياسات التضييق على السكّان.[5]

تُسمّى منطقة الأغوار أيضًا بـ"سلّة الغذاء" حيث أنّها تشكّل 50٪ من إجماليّ المساحات الزراعيّة في الضفّة الغربيّة، وتُنتج 60٪ من إجماليّ الخضروات في فلسطين.[6]

السياسات الإسرائيليّة على الأغوار

تستغلّ إسرائيل معظم الأراضي لاحتياجاتها، وتمنع الفلسطينيين من استخدام ما يقار 85٪ من مساحة الأراضي بحيث يُمنع أصحاب الأراضي من السكن فيها والبناء فيها ومن تشييد أي بنية تحتيّة في مجاليّ الطاقة والصناعة، أو رعي الأغنام أو الفلاحة والزراعة.[7]

تنتهج "إسرائيل" عدّة طرق تقوم فيها بالتضييق على الفلسطينيين في الأغوار، وتتوزّع المبرّرات القضائيّة بين تعريف المناطقة كـ"أراضي دولة"، و"مناطق عسكريّة مغلقة" والّتي تشمل أراضي المستوطنات ومناطق إطلاق نار، و"محميّات طبيعيّة"، وأراضٍ تابعة للمستوطنات ومجالسها الإقليميّة.[2]

تمنع السلطات الإسرائيليّة الفلسطينيين من البناء في مناطق "ج"، وترفض الإدارة المدنيّة بشكل تامّ إصدار أي ترخيص بناء للفلسطينيين من أي نوع كان - منازل أو مبانٍ زراعيّة أو مبان عامّة أو مرافق ومنشآت بنى تحتيّ، ممّا يدفع الفلسطينيين إلى البناء بلا ترخيص، فتصدر الإدارة المدنيّة أوامر هدم بحقّهم وتنفّذه في كثير من الأحيان.[2]

تهجير سكّان الأغوار

تحاول "إسرائيل" تهجير سكّان الأغوار الفلسطينيين من بلدانهم بطرق شتّى، بحيث تحاول خلق واقعٍ معيشيّ لا يطاق من أجل دفع السكّان إلى اختيار المغادرة بأنفسهم. تأتي هذه المحاولات ضمن سياسة تعميق السيطرة الإسرائيليّة في منطقة الأغوار وضمّها إلى إسرائيل "بحكم الواقع" ممّا يضمن استغلال الموارد بالمنطقة وتقليص الوجود الفلسطينيّ فيها إلى الحدّ الأدنى.[2] تستعمل "إسرائيل" سياسات صامتة عديدة، منها:

أوامر الهدم

هُدم في البلدات الفلسطينيّة في الأغوار بين سنوات 2006 وأيلول 2017:

  • 698 وحدة سكنيّة على الأقل، تشرّد ما مجموعه 2,948 ساكنًا فلسطينيًا في أعقاب هذا الهدم، منهم على الأقل 1334 قاصرين. 783 منهم تعرّضوا للهدم مرّتين. [2]
  • 806 مبنىً غير سكنيّ، من ضمنها مبانٍ زراعيّة. [2]

عدم توفير الحاجات الأساسيّة

تمنع السلطات الإسرائيليّة أي إمكانيّة قانونية لبقاء سكّان الأغوار الفلسطينيين فيها، وترفض ربطها بشبكتيّ الماء والكهرباء. يحصل السكّان الفلسطينيون على حاجتهم من المياه عبر تحميع مياه الأمطار القليلة الّتي تهبط في المنطقة، ويوزّعونها إلى آبار، كما ويشترون بأسعار مضاعفة مئات الأضعاف صهاريج من المياه يحصلون عليها من السوق الخاصّ. هذه المياه تكون في أحيان كثيرة غير صالحة للشرب لعدم صيانة الصهاريج الّتي تُنقل بها. لا يتعدّى معدّل استخدام المياه اليوميّ للفرد في هذه التجمّعات الـ20 لترًا.[2]

"الإخلاء المؤقت" بحجّة التدريبات العسكريّة[8][2]

منذ بداية عام 2013 يأمر الجيش سكّان مناطق الأغوار من حينٍ إلى آخر بإخلاء مناطقهم السكنيّة بحجّة كونها "مناطق إطلاق نار" وبحجة احتياج الجيش للمنطقة من أجل التدرّب العسكريّ هناك. "مناطق إطلاق النار" تمتدّ على مساحة تبلغ 45٪ من مساحة منطقة الأغوار، أي 786 ألف دونم. يُفرض على السكّان إخلاء المنطقة لمدّة تتراوح بين ساعات معدّودة وحتى يومين كاملين، ويُهدّد المخالفون بالإخلاء بالقوّة ومصادرة المواشي وإصدار الغرامات بحقّهم.[2]

فرض الجيش الإخلاء على مختلف التجمّعات في منطقة الأغوار ما مجموعه 140 مرّة منذ كانون الثاني 2013 وحتّى أيلول 2017. أُخليت بعض التجمّعات أكثر من مرّة، وفي بعضها كان الفرق بين إخلاء أوّل وإخلاء ثانٍ أقلّ من أسبوع. [2]هذه الإخلاءات تضرّ بالسكّان بشكل بالغ، حيث تمسّ مصادر معيشتهم ورزقهم وتُصطحب بمشاعر عدم يقين وتشتّت في مدّة الإخلاء. كما وتحصل بعض هذه الإخلاءات في فصل الشتاء ممّا يُصعّب عمليّة البحث عن مأوى آمن يقي العائلات في ظروف الطقس المتقلّبة. هذا بالإضافة إلى الضرر الّذي تحدثه التدريبات العسكريّة والّتي تصل أحيانًا الحقول الّتي يفلحها السكّان.[2]

مصادرة الممتلكات

تصادر السلطات المختلفة، ومنها الإدارة المدنيّة والجيش وسلطة حماية الطبيعة، تصادر وسائل المعيشة الّتي يستعملها السكّان مثل صهاريج المياه والأنابيب الّتي يستعملونها لنقل المياه من الآبار والينابيع، وتصادر التراكتورات والمعدّات الزراعيّة الأخرى، ولوائح الطاقة الشمسيّة الّتي توفّر للسكّان ما يمكنهم الحصول عليه من الكهرباء.[2]

خطّة ألون

بعد مدّة وجيزة من حرب 1967 وضع الوزير الإسرائيليّ إيغال ألون خطّة سُمّيت بـ"خطة ألون"، وسعت الخطّة إلى ضمّ معظم غور الأردن من النهر إلى المنحدرات الشرقيّة لحافة تلال الضفّة الغربيّة وشرقيّ القدس و"جوش عتسيون" جنوبيّ بيت لحم إلى "إسرائيل".[6]

تُنفّذ هذه الخطّة عبر السنوات بطرق غير مباشرة تشمل رفض الاعتراف بالتجمّعات الفلسطينيّة في الأغوار واهتماد سياسة الهدم والترحيل وعدم منح تراخيص البناء والسكن. هدفت الخطّة إلى إبقاء الأغوار والسفوح الشرقيّة للضفّة الغربيّة فارغة من السكّان بتعزيز الاستيطان فيها وضمّها لاحقًّا إلى "إسرائيل"، وتحويلها إلى منطقة عازلة بين سكّان الضفّة الغربيّة وامتدادهم العربيّ. [6]

عزل الأغوار عن المناطق المجاورة

تُحاط قرى الأغوار من كلّ جانب بمناطق "ج" الّتي يُمنع الفلسطينيون من التوسّع فيها أو دخولها، وهذا يجعل ضررها الاقتصاديّ أعمق، بحيث تضرّ إمكانيات الوصول المحدودة بالتسويق والمساحات الزراعيّة وحركة المزارعين وتنقّل مدخلات ومخرجات الإنتاج. [1]

يعزل حاجز "تياسير" محافظة طوباس عن الأغوار الشماليّة، ويعزل حاجز "الحمرة" محافظة نابلس والشمال عن الأغوار الوسطى، وتُعزل مدينة أريحا بحاجزين عزلاها عن جميع مناطق الأغوار، وتٌعزل مناطق الجنوب أيضًا بحواجز كهذه.[1]

مراجع

  1. "معلومات وإحصائيات عن الأغوار". وكالة وطن للأنباء. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "غور الأردن". بتسيلم. مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "ما أهمية منطقة غور الأردن التي تعهد نتنياهو بضمها لإسرائيل؟" (باللغة الإنجليزية). 2019-09-11. مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "ضم الأغوار: مرحلة استغلال جديدة". العسّاس. 2019-09-16. مؤرشف من الأصل في 16 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "الأغوار الفلسطينيّة | وكالة وفا". مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "الأغوار المهددة بالضم الإسرائيلي.. حدود الفلسطينيين وسلّة غذائهم". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 28 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "خلفية عن غور الأردن". بتسيلم. مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "إسرائيل تجلي نحو 50 عائلة فلسطينية بهدف إجراء تدريبات". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة الصراع العربي الإسرائيلي
    • بوابة الشرق الأوسط
    • بوابة جغرافيا
    • بوابة فلسطين


    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.