اركوازي
اركوازي إحدى العشائر الكردية الشيعية العريقة المتمركزة في المناطق الحدودية المجاورة ما بين العراق و إيران، وتنتشر قرى هذه العشيرة في ضواحي خانقين وخاصة على ضفاف نهر الوند إلى الشرق من المدينة و شيخ عشيرتهم هو الشيخ فاروق علي بيك عيسى الاركوازي.
تسمية العشيرة
في السابق كانت القلاع تسكن كمدن وكانت تحيط بها سور و لها مدخل و مخرج واحد. ويقرأ في كتب التاريخ أن مدينة ( أُروك - أَرك) بنى (كلگامێش) حولها سور بطول عشرة كيلومترات، هذا يدل على أن المدن كانت تبنى داخل القلاع خوفاً من هجمات الأعداء و الحيوانات المفترسة و ثورات الطبيعة.
وفي هذا السياق يرى ان كلمة (أركيولوجي - Arkeoloji) التي تعني علم و دراسة الآثار هي متكونة من كلمتين يونانيتين )أركيو( و تعني (القديم) و (لوجي) تعني (العلم)، (المعرفة)، من المرجح أنها سميت بهذه التسمية لأنها تهتم بدراسة القلاع و البنايات و كل شيء قديم. ففي السويد يسمى المهندس ( Arkitek) تكتب (أركيتك) و تلفظ (أرشيتك)،من المعروف أن المهندس في العصور القديمة كان يبني القلاع و المواقع المستحكمة لذا أُطلق عليه هذه التسمية من واقع عمله، و أيضاً (السفينة) تسمى في اللغة السويدية أرك (Ark) لأنها تشبه في هيئتها القلعة، وسفينة النبي نوح تسمى في السويدية (Noaks Ark). من المعروف لدى المتتبع أن اللغات الآرية التي تتكلم بها شعوب عديدة في أوروبا وآسيا هي ذات جذر واحد لذا يرى أن الكثير من الكلمات في هذه اللغات تعطي المعاني ذاتها على سبيل المثال اللغة السويدية التي تنتمي إلى لغات الهندوأوربية حيث تتطابق أعداد هائلة من كلماتها مع الكلمات الكردية بالإضافة إلى اللغات الأوروبية الأخرى التي أوجه التطابق بين كلماتها و الكلمات الكردية كتلك التي بين الكردية و السويدية، (المعنى اللغوي (الأرك) في الللغة الكردية تعني (القلعة) و أيضاً باللغة الفارسية تعطي نفس المعنى و تأتي أيضاً بمعنى البلاط الملكي وتسمى بـ(أرك شاهنشاهي)، وقد شوهد في بداية الستينات من القرن الماضي قرية عشيرة (چه رمه وه ندى – چَرمَوندي- Çermewendî) على سفح چگاسوور (Çigasûr) (جبل حمرين) في مندلي وبهذا فأن تسمية (اركوازي) هي تسمية جغرافية تتكون من (اراك)أي القلعة (واز)أي المفتوحة وبذلك يكون المعنى (القلعة المفتوحة).[1].
ويوجد عشيره اركوازى حول محيط مدينه انقره في اناضول، وهم من اكراد شيعيه، وفي العام 1600 ميلادي امر سلطان حميد عثماني بقتلهم و طردهم، وقتل منهم أكثر من 80,000 الف نسمه و سرقهم وهربوا الي بلاد قفقاس و بلغاريا و رومانيا ويونان.
تاريخ العشيرة
يرى المؤرخون أن الشعوب الآرية في عصور قديمة والتي تقدر بـ[4000] عام ق.م كانت تقيم في منطقة واحدة وهي منطقة تشمل حوالي نصف إيران ونصف العراق اليوم وكانوا يتكلمون لغة واحدة ونتيجة توسعها انتشروا في أصقاع العالم منهم من توجه صوب الهندو البعض الآخر توجه نحوالقطب الشمالي والآخرون الذين بقوا في أماكنهم ولم يتزحزحوا منها. ويذكر الكاتب (حسن بيرنيا) في كتابه ([2]) الذي قسم خرائب مدينة شوش القديمة (سوس) التي كانت عاصمة دولة ايلام (عيلام) قبل التاريخ، إلى أربع أقسام وكانت إحداها وهي قلعة أرك ويقول دمرگان: (أرك) هي قلعة قديمة في شوش سكنها الإنسان منذ عصور قديمة حتى تم احتلالها من قبل اسكندر.
ويجب التفريق بين عشيرة (أركوازي) و منطقة (اركواز) لان عشيرة الاركوازي تقع أراضيها شرق إيلام وهي من العشائر القديمة، أما منطقة (اركواز) فألاراضيها تقع غرب إيلام وهي تبعد عن أراضي عشيرة الاركوازي.
وهي بمثابة مركز لعشيرة ملكشاهي، فضلا عن ذلك توجد محافظة صناعية كبيرة في وسط إيران تسمى (أَراك)، وقد بقيت هذه العشيرة تسكن هذه المنطقة إلى أن انقسمت إلى شطرين بين (العراق) و(إيران) ففي العراق يتمركزون في خانقين ومندلي وسعدية و جلولاء وفي (إيران)يتمركزون في محافظة إيلام و كرمانشاه، ونتيجة لتطبيع الحدود بين الدولة العثمانية التي كانت تحكم ولاية بغداد و البصرة وموصل وأدمجت لدولة العراق وفق مؤتمر القاهرة(1921) عقب هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى.
وترأسها الشيخ المرحوم (علي بك عيسى بك أحمد ) وخلفهُ نجله ُالشيخ فاروق علي بك عيسى بك [3].
موطن العشيرة
يقطن أفراد عشيرة الاركوازي في العراق كالاتي:-
1- مركز قضاء خانقين والقرى المحيطة بها وعلى ضفتي نهر الوند الذي يتوسط مدينة خانقين وهم يشكلون 16 – 20 % من نفوس خانقين وهم من مؤسسي مدينة خانقين والدليل على ذلك أن قراهم تحيط بمدينة خانقين من جميع الجهات وعلى ضفاف نهر (الوند-ئة لوة ن) . ومنها:-
أ- قريتين باسم أركوازي.
ب- ثلاث قرى باسم بانميل ( بانميل / 1 , بانميل / 2 , بانميل / 3 ).
تـ - قرية ملا عزيز.
ثـ - قرية كاريز خوار.
ح- قرية يوسف بك.
خ-قرية حاج علي مراد.
ع- قرية محمد شير بك.
غ – قرية علي خان.
و- قرية كلاي ميره.
ي- قرية علي مير(قرية غفوره سابقا).
ن– قرية كاريز بان.
إلى جانب ذلك فهم يتوزعون في العاصمة بغداد وخصوصاً في مناطق الرصافة و كذلك في محافظات اقليم كردستان العراق.
2- موطن عشيرة الاركوازي في إيران:- تقطن أبناء عشيرة الاركوازي في إيران في محافظتي كرمنشاه وايلام وفي قضاء قصر شيرين وخرم أباد وفي قضاء أركواز ومناطق أخرى من إيران.[4]
الحالة الاجتماعية والاقتصادية
بالرغم من الاضطهاد والظلم والتعريب والترحيل والتهجير التي واجهت أبناء عشيرة الاركوازي من الأنظمة الدكتاتورية منذ تأسيس الدولة العراقية، وذلك بسبب اعتبارات قومية على اعتبارهم اكراد و من المذهب الشيعي الذي طالما كانوا يتهمونهم بالولاء لإيران الا بالرغم من ذلك استطاعوا أبناء هذه العشيرة من مواكبة العصر رغم المعاناة والمآساة فكان لهم الدور الكبير في شتى الميادين العلم والمعرفة باختصاصات متعددة في كلا العلوم الطبيعية والإنسانية، وسياسياً من حيث التمثيل السياسي النيابي في مجلس النواب العراقي عبر النائبة (ميديا جمال) إلى جانب ذلك يمارسون اختصاصات عديدة سواء كانت إدارية أو فنية في الدولة، والزراعة والصناعة ويمارسون المهن الحرة ويشاركون في كافة الفعاليات الاجتماعية والدينية والثقافية ونسبة الامية بين أبناء العشيرة ضئيلة.
وماتجدر إليه الإشارة أن عشيرة الاركوازي من العشائر التي لم تمنح لأبناءه شهادة الجنسية العراقية بسبب انتمائاتهم القومية والمذهبية آبان حكم حزب البعث وكانت ضمن قائمة العشائر السبعة المحرمون من نيل وثيقة الجنسية أو (الشهادة الجنسية)، وكانوا يحاربون بهذه الطريقة من قبل الأنظمة الدكتاتورية منذ تأسيس الدولة العراقية وزاد معاناة العشيرة منذ بداية الستينات من القرن الماضي وتعرضوا لكافة أنواع الظلم والاضطهاد. ففي أذار عام 1970 هدمت قرية ملا عزيز وثلاث قرى بانميل وهي من قرى عشيرة الاركوازي وبعد أذار عام 1975 قام النظام الدكتاتوري البائد بحملة واسعة لترحيل وتهجير وتعريب القرى التالية من قرى التابعة للعشيرة ومنها.[5]
1.قريتين باسم أركوازي / تعريب وترحيل إلى جنوب العراق.
2.قرية باسم ملا عزيز / هدم للمرة الثانية وترحيل إلى سامراء.
3.قرية باسم يوسف بك / تعريب وترحيل.
4.قرية باسم كلاي ميره / هدم وترحيل ولم يعودوا إلى قريتهم لحد الآن.
5.قرية باسم علي خان / تعريب وترحيل.
6.قرية باسم علي مير(قرية غفوره سابقا) / هدم وترحيل ولم يعودوا لحد وحتى اليوم إلى قريتهم بسبب الالغام المزروعة في قريتهم وأراضيهم الزراعية.
7.قرية باسم حجاج علي مراد / تعريب وترحيل.
وكذلك بعد أذار 1975 تعرض أبناء عشيرة الاركوازي في خانقين إلى الاضطهاد والظلم والمحاربة من كافة النواحي وحتى منعوا أبناء عشيرة الاركوازي من تسمية أبنائهم وبناتهم بأسماء كردية وأســــــــــتمر الحال إلى أن اسقط النظام الدكتاتوري في العراق في 9 / 4 / 2003 من قبل قوات التحالف. وبعدها عاود اغلب أبناء العشيرة من المرحلين والمهجرين إلى أماكنهم وقراهم الاصلية عدا ما مذكور في فقرتي ( 4,6 ) اعلاه.
[6].
الباحث: احمد خليل ارتيمتي.
- محمد المندلاوي. ولدت الحضارة السوميرية من رحم حضارة ايلام الكوردية،مجلة دنيا الرآي،26/10/2009
- تاريخ إيران
- علي أكبر دهخدا .أرك قلعة الملك، دائرة المعارف الإيرانية، جامعة طهران ،ط2 ،ص1887.
- عقيل اينة اغا السورم ميري،دراسة جيوتاريخية اثنوغرافية اجتماعية عشائرية،جريدة الاتحاد ،2005.
- جريدة الاتحاد العدد ( 1913 18 / 8 / 2008 ))ص 9.
- هاوري فاروق علي الاركوازي.عشيرة الاركوازي في العراق، جريدة أصوات العراق، 17/10/2012
.
المراجع
- بوابة العراق