إمدادات المياه والصرف الصحي في إيران

شهدت إمدادات المياه والصرف الصحي في إيران تحسينات هامة، لا سيما فيما يتعلق بزيادة الوصول لإمدادات المياه في المناطق الحضرية، في حين استمرار وجود تحديات هامة، خصوصًا من ناحية الصرف الصحي وتوفير الخدمات في المناطق الريفية. مؤسساتيًا، تتولى وزارة الطاقة مسؤولية السياسات، في حين تتولى الشركات الإقليمية مسؤولية تقديم الخدمات.

الوصول

يتميز هذا القطاع بتباين كبير في تغطية خدمات المياه والصرف الصحي، فضًلا عنه بين المناطق الحضرية والريفية. يقدر برنامج الرصد المشترك لإمدادات المياه والصرف الصحي التابع لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، الذي يرصد أرقام الحصول على تلك الخدمات استنادًا إلى الدراسات الاستقصائية والتعدادات الوطنية، وتقديرات الوصول في إيران حسب نتائج التعدادات في الأعوام 1996 و2006 و2011، فضلًا عن دراسة استقصائية متعددة المؤشرات في عام 1995. وفقًا لتقديرات البرنامج، وصلت نسبة الوصول إلى إمدادات المياه المحسنة في عام 2007 إلى 98% في المناطق الحضرية حيث يعيش أكثر من ثلثي الإيرانيين. كانت النسبة 90% في المناطق الريفية (87% لديهم وصلات مياه في المنازل). قُدر الوصول إلى الصرف الصحي في المناطق الحضرية بنسبة 19% في أواخر التسعينيات. يقدر الوصول إلى مرافق الصرف الصحي المحسنة بنحو 100%.[1]

مصادر المياه

المناخ

الأمطار في إيران موسمية إلى حد كبير، إذ يمتد فصل الأمطار بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ومارس/آذار، تاركًا الأرض جافة بقية العام. تتسم الأنهار في إيران بتغيرات الموسمية الهائلة في التدفق. على سبيل المثال، يحمل نهر كارون في خوزستان كمية مياه أثناء فترات من الحد الأقصى للتدفق تعادل عشرة أمثال الكمية التي يتحملها يحملها خلال فترات الجفاف. في عديدٍ من النواحي، قد لا تهطل الأمطار قبل حصول عاصفة مفاجئة، مصحوبة بأمطار غزيرة تغطي معدل الهطول السنوي بالكامل خلال بضعة أيام. يتفاقم نقص المياه نتيجة التوزيع غير المتساوي لها. قرب بحر قزوين، يبلغ متوسط هطول الأمطار نحو 1280 ملم في السنة، في حين من النادر أن يتجاوز معدل هطول الأمطار في الهضبة الوسطى والأراضي المنخفضة 100 ملم.[2]

ميزانية المياه

تقدر موارد المياه المتجددة الداخلية بـ 128.5 مليار متر مكعب في السنة (المتوسط للفترة بين عامي 1977-2001).[3] يمثل التصريف السطحي ما مجموعه 97.3 مليار متر مكعب في السنة، منها 5.4 مليار من تصريف طبقات المياه الجوفية، وهو ما يجب خصمه من المجموع. تقدر عمليات إعادة تغذية المياه الجوفية بنحو 49.3 مليار متر مكعب في السنة، منها 12 مليار تأتي من ارتشاح المياه من ضفاف النهر، ويجب خصمها من المجموع أيضًا. تتلقى إيران 7.6 مليار متر مكعب من المياه السطحية سنويًا من باكستان، والبعض منها من أفغانستان عبر نهر هلمند. ويقدر تدفق نهر أراكس على الحدود مع أذربيجان بـ 4.6 مليار متر مكعب في السنة. يقدر معدل الجريان السطحي إلى البحر وإلى بلدان أخرى بـ 55.9 مليار متر مكعب في السنة.[4][5] كان نصيب الفرد من المياه في عصر ما قبل الثورة الإسلامية نحو 4500 متر مكعب. لكن في عام 2009 انخفض هذا الرقم إلى أقل من 2000 متر مكعب.[6] قُدر إجمالي سحب المياه بنحو 70 مليار متر مكعب في عام 1993، وارتفع إلى 93 مليار في عام 2004،[7] استُخدم 92% منها لأغراض زراعية و6% للاستخدام المنزلي و2% للاستخدام الصناعي. على الرغم من أن هذا الرقم لا يشكل سوى 51% من الموارد المائية المتجددة المتاحة بالفعل، إلا أن السحب السنوي من طبقات المياه الجوفية (57 ميار متر مكعب في عام 1993، و53 مليار في عام 2004) هو في الواقع أكبر من العائد المضمون المُقدر البالغ 46 مليار متر مكعب. من أصل 4.3 مليار متر مكعب من المياه في عام 1993 (6.2 مليار في عام 2004) مُعدة للاستخدام المنزلي، 61% منها تم توفيره عبر المياه السطحية و39% عبر المياه الجوفية.[8] اعتبارًا من عام 2014، تستخدم إيران 70% من إجمالي المياه العذبة المتجددة، وهي نسبة أعلى بكثير من الحد الأعلى الذي أوصت به وفقا للمعايير الدولية وهو 40%.[9] يتبخر جزء كبير من المياه المستخدمة في الزراعة بدلًا من استخدامها بالشكل الصحيح نظرًا لأنماط الاستهلاك غير الفعالة.[10] استخدم 16 مليار متر مكعب من المياه لتوليد الطاقة في عام 1999.[7]

محطة طاقة غازية في إيران. يشكل استخدام المياه من محطات الطاقة الحرارية أكثر من ضعف الاستخدام الداخلي للمياه في البلاد.

تزوّد طهران الكبرى (المنطقة الحضرية من العاصمة طهران) التي يزيد عدد سكانها عن 13 مليون نسمة بالمياه السطحية القادمة من سد لار على نهر لار في شمال شرق المدينة، وسد لاتيان على نهر جاجرود في الشمال، ونهر كاراج في الشمال الغربي، فضلًا عن المياه الجوفية في المنطقة المجاورة للمدينة. يستخدم المواطن العادي في طهران 325 لتر (86 غالون) من المياه يوميًا.[11] ويصل استهلاك مياه الصنبور إلى أكثر من 70% فوق المتوسط العالمي.[12]

في مارس/آذار عام 2016، قال الرئيس حسن روحاني في مؤتمر صحافي إنه يجب تغيير «نمط استهلاك المياه» في إيران، دون تقديمة أية توصيات محددة حول السبل المثلى لتحقيق ذلك.[13]

تحلية مياه البحر

تخطط الحكومة الإيرانية لاستثمارات ضخمة في تحلية مياه البحار وفي خطوط الأنابيب لجلب المياه من الشواطئ الجنوبية إلى داخل البلاد. في المرحلة الأولى، ستُبنى محطات لتحلية المياه لتزويد المدن الساحلية، بينما ستزوّد المناطق الداخلية في المرحلة الثانية. ومن المتوقع ان يتم تمويل هذه المحطات وخطوط الأنابيب من قبل القطاع الخاص بموجب عقود بناء-تملك-تشغيل، إذ تدفع الحكومة رسومًا سنوية مقابل المياه المُنتَجة. توجد مثل هذه العقود لمحطات التحلية على نطاق ضيق مع الشركات الإيرانية ومن المتوقع أن تُمدد إلى عقود أكبر مع الشركات العالمية.[14] من المتوقع أن تُوفّر الطاقة لمحطات التحلية جزئيًا على الأقل عبر محطات الطاقة النووية «الصغيرة».[15] قال وزير الطاقة الإيراني حامد شيتشيان إن المياه المحلاة ستزود 45 مليون شخص في 17 محافظة من خلال 50 محطة لتحلية المياه، دون ذكره التكاليف أو مصادر التمويل. ستُنقل المياه المحلاة في بندر عباس إلى محافظة كرمان.[16]

البنية التحتية

توفّر معظم مياه الشرب في إيران من خلال بنية تحتية حديثة تتمثل بالسدود والخزانات وخطوط أنابيب النقل لمسافات طويلة -يصل طول بعضها لأكثر من 300 كيلومتر- وآبار عميقة. هناك 42 سد كبير ضمن الخدمة في إيران، بسعة إجمالية تبلغ 33 مليار متر مكعب في السنة. تخسر هذه السدود نحو 200 مليون متر مكعب من قدرتها التخزينية سنويًا بسبب الترسيب (من 0.5 إلى 0.75% من القدرة التخزينية). معظم السدود سدود متعددة الأغراض للطاقة الكهرومائية والري والسيطرة على الفيضانات، -وفي بعض الحالات- إمدادات مياه الشرب.[17]

يقدر أن هناك ما يصل إلى 500 ألف بئر عميقة وضحلة في إيران.[18] كثير منها غير قانوني.[10]

يوجد قرابة 60 ألف نظام قناية تقليدي (قناة الري) قيد الاستخدام في مناطق هضبة إيران في يزد وخراسان وكرمان من أجل الري وإمدادات مياه الشرب في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة.[2] توجد أكبر وأقدم نظم القناية في مدينة جوناباد الإيرانية التي لا تزال توفر مياه الشرب والزراعة لما يقرب من 40 ألف شخص منذ 2700 عام. يبلغ عمق البئر الرئيسي أكثر من 360 متر وطوله 45 متر.

التلوث

ينتج تلوث المياه عن مياه الصرف الصحي الصناعية والبلدية، وكذلك عن الزراعة. وفيما يتعلق بمياه الصرف الصحي البلدية، فإن معظم مياه الصرف المتجمعة تُصرف دون معالجة وتشكل مصدرًا رئيسًا لتلوث المياه الجوفية وتسبب خطرًا على الصحة العامة. في عدد من المدن التي لا تملك صرفًا صحيًا، تصرف المنازل الصرف الصحي لديها عبر مواسير مفتوحة لتصريف مياه الأمطار.[19]

انظر أيضًا

مراجع

  1. "Joint Monitoring Programme for Water Supply and Sanitation Estimates for Iran". مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2008. اطلع عليه بتاريخ 05 يوليو 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Helen Chapin Metz, ed. Iran: A Country Study. نسخة محفوظة 2016-03-05 على موقع واي باك مشين. Washington: GPO for the Library of Congress, 1987, Chapter "Water".
  3. "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 25 فبراير 2010. اطلع عليه بتاريخ 03 مارس 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  4. "FAO Aquastat Iran Country Report 1997". مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2008. اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "World Resources Institute:Water Resources and Freshwater Ecosystems COUNTRY PROFILE - Iran". مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2012. اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 01 أكتوبر 2009. اطلع عليه بتاريخ 23 يناير 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  7. "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 04 يونيو 2011. اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  8. Seyed Ali Mamoudian, Secretary of the IWA National Committee for Iran: “Iran. Water and wastewater management across the country”, IWA Yearbook 2008, p. 28
  9. Bijan Rouhani & Fatema Soudavar Farmanfarmaian:Iran's Imperiled Environment نسخة محفوظة 2014-03-19 على موقع واي باك مشين., Payvand News, January 2014
  10. "Severe Iran water shortage may lead to rationing". Foxnews. January 31, 2014. مؤرشف من الأصل في September 6, 2014. اطلع عليه بتاريخ September 5, 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Nasseri, Ladane (18 September 2014). "Iran May Import Water From Tajikistan to Avert Crisis". Bloomberg. مؤرشف من الأصل في 09 يناير 2015. اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. كيهان:Changing Old Habits, quoting the leader of the Islamic Revolution Ayatollah Seyed Ali Khamenei in his 2009 Norouz message نسخة محفوظة 8 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. "Rouhani Aims to Change Water Consumption Habits in Iran". OOSKAnews. مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 06 أبريل 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "Iran looks abroad as sanctions ease off". Global Water Intelligence, May 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); مفقود أو فارغ |url= (مساعدة)
  15. "Iran to build 'small' nuclear plants, desalination facilities". 11 April 2015. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 26 مايو 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. "Six Iranian Cities Face Acute Water Shortages". OOSKAnews. مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 06 أبريل 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. Ministry of Energy, Water Research Institute:Sedimentation in the Reservoirs of Large Dams in Iran نسخة محفوظة 2012-02-19 على موقع واي باك مشين., 2000 [وصلة مكسورة]
  18. United Nations:Freshwater and Sanitation Country Profile - The Islamic Republic of Iran نسخة محفوظة 2016-03-04 على موقع واي باك مشين., p. 4
  19. World Bank: Northern Cities Water Supply and Sanitation Project نسخة محفوظة 2009-03-05 على موقع واي باك مشين., p. 29-30
    • بوابة ماء
    • بوابة إيران
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.