إبراهيم محمد الحمدي

إبراهيم بن محمد الحَمْدي (30 سبتمبر 1943 - 11 أكتوبر 1977). سياسي وقائد عسكري يمني كان رئيس الجمهورية العربية اليمنية من 13 يونيو 1974 حتى 11 أكتوبر 1977 عندما اغتيل هو وأخوه عبد الله في ظروف غامضة لم يبت فيها.

إبراهيم محمد الحمدي

مناصب
رئيس الجمهورية العربية اليمنية (3 )  
في المنصب
13 يونيو 1974  – 11 أكتوبر 1977 
معلومات شخصية
الميلاد 30 سبتمبر 1943  
مديرية قعطبة  
الوفاة 11 أكتوبر 1977 (34 سنة) [1] 
صنعاء  
مواطنة المملكة المتوكلية اليمنية
الجمهورية العربية اليمنية  
الحياة العملية
المهنة سياسي ،  وعسكري  
الحزب سياسي مستقل  
الخدمة العسكرية
الفرع الجيش اليمني  
الرتبة عقيد  
المعارك والحروب ثورة 26 سبتمبر اليمنية  

ولادته ونشأته

ولد عام 1943 في قعطبة التي كانت تُعد جزءاً من إب حينها وأصوله من منطقة ريدة في عمران فهو من بني السريحي من خولان، كان والده محمد بن صالح بن مُسلَّم الحمدي قاضيا في ثلاء وذمار يعمل في القضاء.[2]

تربى في كنف أبيه الذي كان حاكما شرعيا لمدينة قعطبة، وتعلم على يديه مبادئ العلوم الشرعية واللغوية، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة من عمره[3]

الدراسة والتكوين

رحل مع والده إلى مدينة ذمار حين عُين حاكما لها، وهناك تعلم في العديد من المدارس والمعاهد.

سافر إلى صنعاء لاستكمال دراسته الثانوية، ثم دخل 1959 كلية الطيران التي لم يكمل دراسته فيها، ورجع إلى والده ليساعده في محكمة ذمار قاضيا يصلح بين المتخاصمين ويفصل بينهم.[3] في عهد الإمام أحمد حميد الدين.

الوظائف والمسؤوليات

تولى في عهد الرئيس اليمني عبد الله السلال -أول رئيس لليمن الشمالي سابقا بعد الثورة- قيادة قوات الصاعقة، وترقى في المناصب الأمنية والعسكرية القيادية حتى أصبح قائدا لقوات الاحتياطي العام وقوات العاصفة.[3]

أصبح في 1972 نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية 1971-1972، ثم عُين نائبا للقائد العام للقوات المسلحة 1972، وهو ما مكنه من تنفيذ انقلاب 1974 ليصبح رئيس الدولة.[4]

رئاسته

الحمدي وبعضا من ضباط الثورة خلال فترة رئاسته

في 13 يونيو 1974، قاد المقدم إبراهيم الحمدي انقلابا أبيض سمي بـ"حركة 13 يونيو التصحيحية" لينهي حكم الرئيس القاضي عبد الرحمن الأرياني الذي كان يٌنظر لإدارته بأنها ضعيفة وغير فعالة.[5] وصعد المقدم الرئيس إبراهيم الحمدي للحكم برئاسة مجلس عسكري لقيادة البلاد ومنذ ذلك الوقت اتسع الدور الذي يلعبه الجيش في النظام السياسي والحياة العامة. كان يريد إعادة هيكلة الجيش اليمني لمواجهة المشيخات القبلية من اليمن آنذاك.[6] بدأ الحمدي بالتقليل من دور مشائخ القبائل في الجيش والدولة وألغى وزارة شؤون القبائل التي كان يرأسها عبد الله بن حسين الأحمر باعتبارها معوقاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية،[7] وتحولت إلى إدارة خاصة تحت مسمى "الإدارة المحلية". اعتبر الرئيس الحمدي المشايخ القبليين عائقا أمام التنمية فعزلهم سياسياً وحل مصلحة شؤون القبائل ولم يسمح لأي شيخ قبلي بتولي منصب حكومي، ذلك لإن زعامات القبائل في اليمن تغلف مصالحها الخاصة بلغة وطنية.[8] وهو ماخلق للرئيس الحمدي أعداء أقوياء أبرزهم عبد الله بن حسين الأحمر مؤسس ماعُرف بحزب التجمع اليمني للإصلاح لاحقاً.[7] في 27 يوليو 1975 الذي أطلق عليه "يوم الجيش"، أصدر قرارات بإبعاد العديد من شيوخ القبائل من قيادة المؤسسة العسكرية وأجرى إعادة تنظيم واسعة للقوات المسلحة، فاستبدل العديد من القادة العسكريين خاصة ممن يحملون صفة "شيخ قبلي"، بقادة موالين لتوجه الحركة التصحيحية التي يقودها. وأعاد بناء القوات المسلحة اليمنية حيث تم دمج العديد من الوحدات لتتشكل القوات المسلحة من أربع قوى رئيسة:

  1. قوات العمالقة: تشكلت من دمج لواء العمالقة والوحدات النظامية، مهمتها تأمين حماية النظام وجعل على رأسها شقيقه عبد الله الحمدي.
  2. قوات المظلات: تشكلت من سلاح الصاعقة وسلاح المظلات ولواء المغاوير والتي كان يترأسها عبد الله عبد العالم (عضو مجلس القيادة الدولة ونائب رئيس الجمهورية من عام 1974 إلى عام 1977).
  3. قوات الاحتياط العام: تشكلت من دمج لواء العاصفة ولواء الاحتياط.
  4. قوات الشرطة العسكرية: تشكلت من سلاح الشرطة العسكرية وأمن القيادة.
"سيُسمح لكل اليمنيين بالمشاركة في إنتخابات حرة كمرشحين، بما في ذلك مشايخ مثل الأحمر. على الأخير إدراك أن الحالة السياسية اليمنية تتغير ولمجرد أن أحدهم شيخ قبيلة لا يجعله مستحقاً لمنصب أو امتياز سياسي. بالنسبة للجنوب، فالطريقة المثلى لتغيير النظام الماركسي هي العمل على إنجاح الديمقراطية والسياسات الإقتصادية المعتدلة في الشمال."
الرئيس الحمدي - 21 يوليو 1977.[9]

تقارب الحمدي مع النظام الاشتراكي في جنوب اليمن وفي خطوات السير نحو الوحدة، عقدت إتفاقية قعطبة في فبراير 1977 والتي نصت على تشكيل مجلس من الرئيسين الحمدي وسالم ربيع علي (سالمين) لبحث ومتابعة كافّة القضايا الحدودية وتنسيق الجهود في كافة المجالات بما في ذلك السياسة الخارجية.[10] تبنى الرئيس الحمدي سياسة معتدلة وقوية بنفس الوقت وعمل على إقناع القادة في اليمن الجنوبي والرئيس سالمين تحديداً بتوجهاته. وفقا لوثائق ويكيليكس، أراد الرئيس الحمدي أن يكون اليمن الشمالي مثالاً يحتذى به للدول المجاورة حينها وبالذات اليمن الجنوبي.[9] كان يُخطط لإقامة ماسمّاه بالـ"مؤتمرات الشعبية" والتي كانت البذرة الأولى لما أصبح حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبد الله صالح، هدف هذه المؤتمرات الشعبية كان الاستعداد لإقامة انتخابات وانسحاب الجيش تدريجياً من المشهد السياسي.[9] أخبر السفير الأميركي أن الطريقة المثلى لتغيير النظام الماركسي بجنوب اليمن هو بإثبات أن الديمقراطية والسياسات الاقتصادية المعتدلة نجحت في شمال اليمن، وأضاف أنه يطمح لرؤية مجالس شورى منتخبة وانتخابات مباشرة لاختيار رئيس البلاد.[9] يعلق السفير الأميركي أن تلك كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها الحمدي عن انتخاب مباشر لرئيس البلاد، ويظهر أن الحمدي ورفاقه الحداثيين يأملون من وراء الانتخابات إنهاء الإشكال المتعلق بالأطماع السياسية لمشايخ القبائل.[9]

اغتياله

اغتيل إبراهيم الحمدي ليلة 11 أكتوبر 1977 قبل يومين من موعد زيارته إلى عدن التي كانت ستكون الأولى من نوعها لرئيس من اليمن الشمالي. قُتل بخطة مدبرة، وجرت تصفيته في منزل الغشمي عندما دعاه أحمد حسين الغشمي لتناول وجبة الغداء فكان ذلك هو الغداء الأخير. يعزى اغتياله إلى الصراع مع القوى القبلية التي أقصاها عن السلطة وإلى معارضة هذه القوى وحلفائها الإقليميين لخطواته المتسارعة تجاه الوحدة مع الجنوب. دُبرت عملية الاغتيال بعد فترة شد وجذب طويلة بين الحمدي وعبد الله بن حسين الأحمر،[11][12] رئيس تحالف قبائل اليمن. ولم تُجرى أي تحقيقات للكشف عن الفاعلين ودُفن إبراهيم في مقبرة الشهداء بالعاصمة اليمنية صنعاء.

سبقه
عبد الرحمن الأرياني
قائمة رؤساء الجمهورية العربية اليمنية

1974–1977

تبعه
أحمد حسين الغشمي

روابط خارجية

المراجع

  1. معرف مونزينجر: https://www.munzinger.de/search/go/document.jsp?id=00000014204 — باسم: Ibrahim al- Hamidi — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  2. معجم المدن والقبائل اليمنية - إبراهيم المقحفي ص 501 ـ 502
  3. "إبراهيم الحمدي". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ 29 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. المناصب التي تقلدها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي نسخة محفوظة 01 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  5. Stephen W. Day (2012). Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union. Cambridge University Press. صفحة 97. ISBN 9781107606593. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Fred Halliday (2002). Revolution and Foreign Policy: The Case of South Yemen, 1967-1987. Cambridge University Press. صفحة 121. ISBN 0521891647. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
  7. Sarah Phillips (2008). Yemen's Democracy Experiment in Regional Perspective. Palgrave Macmillan. صفحة 44. ISBN 0230616488. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Philip Shukry Khoury, Joseph Kostiner (1990). Tribes and State Formation in the Middle East. University of California Press. صفحة 267. ISBN 0520070801. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "President al-Hamdi On Yemen's Political Future". Wikileaks Cables. 1977. مؤرشف من الأصل في 2 أبريل 2018. اطلع عليه بتاريخ Jun 10 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  10. السفارة اليمنية في القاهرة الطريق للوحدة اليمنية نسخة محفوظة 02 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. "Hamdi Assassination". Wikileaks Cables. 1977. مؤرشف من الأصل في 26 يونيو 2018. We have no doubt that, as reported, story is true. British have same report from separate, equally good source. Whether Hamdi gave up effort of negotiations with Abdallah bin Husayn completely or only temporarily in wake of angry resignation by his close colleague and contact with left, Ahmad Dahmash, is matter of conjecture. Hamdi regularly lost his temper with Saudis and Abdallah. According to Sudanese, however, Hamdi had given up completely this time. If true or believed, this could have been precipitating cause or even chief motive in murder of president. Matter is still not resolved, but this report, although it appears unknown among Yemenis, tends to support widely held local belief that Saudis were behind slaying الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. W. Andrew Terrill (2011). "The Conflicts in Yemen and U.S. National Security" (PDF). Strategic Studies Institute. مؤرشف من الأصل (PDF) في 26 يونيو 2018. The preceding president, Ibrahim al-Hamdi (in office 1974-77), was assassinated by an individual who is widely believed to have been a Saudi agent الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة السياسة
    • بوابة أعلام
    • بوابة اليمن
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.