أبرهام دار

إبراهام دار هو ضابط مخابرات يهودي وأحد أمهر ضباط الموساد في حقبة الأربعينات والخمسينات، كان مسئولا عن عمليات تخريبية بأمريكا وبريطانيا ومن مهاراته القدرة الرهيبة على التخفي والهروب والتنقل من بلد إلى بلد تحت أسماء مستعارة. ابراهام دار هو الاسم الحقيقي له الذي لم يكن يعرفه الكثيرون حتى اليهود أنفسهم وقد اشتهر باسم جون دارلنج وهو كان الضابط المسؤل عن تدريب مجموعة الوحدة 131 بهدف عمل تفجيرات وعمليات تخريبية بمنشات أمريكية وبريطانية بمصر في حقبة الخمسينات للاضرار بالمصالح المصرية مع أمريكا في ذلك الوقت وكذلك لعمل زعزعة في استقرار العلاقات المصرية البريطانية التي كانت في طريقها إلى الاستقرار في ذلك الوقت للحصول على الجلاء التام. في مصر، تولى «جون دارلنج» تعليم شباب اليهود أساليب العمل المخابراتي وتنظيم المؤامرات التخريبية، تعلموا على يديه أيضا طرق تجهيز القنابل اليدوية والرسائل المفخخة والتصوير الفوتوغرافي للأماكن الحساسة. وقد استطاع الهروب عند كشف أعضاء الوحدة 131 لمخططها الذي عرف بعد ذلك باسم فضيحة لافون وقد تم كشف مخطط تلك الوحدة بالصدفة عندما أحترقت عبوة ناسفة قبل الأوان في جيب فيليب ناتسون. حيث اعترف عند التحقيق معه بأنه أحد الذين تم استخدامهم لتفجير دار السنيما وذلك بعد تركه في المعتقل وحيدا

  • بوابة أعلام
  • بوابة إسرائيل
أبرهام دار
معلومات شخصية
الميلاد 28 سبتمبر 1925  
عدن  
الوفاة 2 ديسمبر 2019 (94 سنة)  
عتليت، حيفا  
مواطنة إسرائيل  
الحياة العملية
المهنة عسكري ،  وجاسوس  
هذه المقالة بحاجة لمراجعة خبير مختص في مجالها. يرجى من المختصين في مجالها مراجعتها وتطويرها. (يوليو 2016)
تفتقر سيرة هذه الشخصية الحيّة إلى الاستشهاد بأي مصدر موثوق يمكن التحقق منه. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. في سير الأحياء، يُزال المحتوى فوراً إذا كان بدون مصدر يدعمه أو إذا كان المصدر المُستشهد به مشكوكاً بأمره. (مايو 2014)

خلف كواليس الحروب والصراعات الدولية يقف بعض الرجال، يتحكمون في المشهد من وراء ستار لا ينكشف، سوى بالموت أو الاعتقال.

إبراهام دار كان واحدًا من هؤلاء المعروفين لدى أجهزة المخابرات العالمية، بعدما اشتهر في أوساط جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «موساد» خلال خمسينيات القرن الماضى بـ«جون دارلنج».

وبعد حياة طويلة، توفى يوم الثلاثاء الماضى، «جون دارلنج»، الجاسوس الإسرائيلى، الذي قام بالعديد من العمليات المخابراتية التي خدمت أهداف الكيان الصهيونى في الشرق الأوسط، عن عمر ناهز الـ94 عامًا.

لكن، تظل مصر شاهدة على أكبر فشل تكبده ذلك الجاسوس الإسرائيلى، عندما أسس عام 1951 خلية تجسس، كانت نواة بعد ثلاث سنوات فقط لعملية «لافون»، التي فشلت فشلاً ذريعاً، وتركت آثاراً سلبية كبيرة على المخابرات الإسرائيلية، لم تتخلص منها حتى اليوم.

رحلة إبراهام دار بدأت عام 1925، عندما ولد في عاصمة فلسطين القدس، لأسرة ميسورة الحال، والده بريطانى من أصل يمنى، وشارك في الحرب العالمية الأولى.

وعندما بلغ «دار» السابعة عشرة من عمره تجند لقوات الصاعقة اليهودية «البالماخ»، وفي مطلع عام 1943 تم إرساله لتنفيذ مهام خاصة، في كل من العراق وإيران، كما انضم للسرية البحرية وشارك في مهام تهجير اليهود لإسرائيل، ومع تكوين الجيش الإسرائيلى، شغل منصب نائب رئيس القسم الاستخباراتى بالسلاح البحرى.

وأجاد التحدث بخمس لغات بطلاقة، من ضمنها اللغة العربية، كما تمتع بثقافة عالية، وعرف عنه المكر وحدة الذكاء، بعدما نجح خلال فترة شبابه في التعامل مع المهربين والحصول على أسلحة بأسلوبه المراوغ، علاوة على جرأته الشديدة وامتلاكه للعديد من المواهب والخصائص التي جعلته نموذجاً مثالياً للعميل الاستخباراتى.

وبعد سنوات، انتقل للعمل في الوحدة 131، التي استهدفت القيام ببعض العمليات السرية في الدول المعادية لإسرائيل، وحينها لم يكن في حوزة «موساد» أى معلومات عما يدور داخل مصر، لذا، تم تكليف «دار» بأداء بعض المهام الخاصة في «المحروسة».

كان عمره آنذاك 25 عاماً، وعاش في مصر وحيداً، تحت غطاء شخصية رجل أعمال بريطانى، يحمل اسم «جون دارلنج»، وأنشأ خلية ضمت مجوعة من شباب اليهود، تولى تدريبهم على استخدام العبوات الناسفة، وبالفعل مارست الخلية نشاطها لنشر الفوضى وإثارة الشعب المصرى.

وبعد اندلاع ثورة 23 يوليو، وتحديدًا في مايو عام 1954، تم استبدال «إبراهام دار» بآخر يُدعى «افرى العاد»، وخلال شهرين فقط، صدرت التعليمات باستخدام أفراد الخلية التي أنشأها «دار» في مصر، لتنفيذ عمليات تفجيرية، تستهدف بعض المكاتب الغربية، لضرب العلاقات الدبلوماسية المصرية مع الدول الغربية.

وكان الهدف أيضًا منع انسحاب القوات البريطانية من مصر، حتى لا يتفرغ الضباط الأحرار لمحاربة إسرائيل، إلا أن تلك العملية التي عرفت باسم عملية «لافون» فشلت فشلا ذريعًا، كما تم القبض على الخلية التي أسسها إبراهام دار كاملة.

وأشار «دارلنج» في حوار سابق، نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، عام 2016، إلى أن إيلى كوهين، الجاسوس الشهير الذي تم إعدامه في سوريا عام 1965، كان من ضمن الشباب اليهودى الذي حضروا إلى مصر للمشاركة في الخلية التخريبية.

وأكد أن أحد الأشخاص العاملين في فرع خلية التجسس بالإسكندرية أرسله إليه، لكنه لم يقبله للعمل في خلية لافون، لعدة أسباب، أولها أنه كان معروفاً في الأوساط الاجتماعية المصرية، كما كان ذا كاريزما وخفيف الظل، ومن نوعية الأشخاص الذين تظل تذكرهم بعد أن تلتقى بهم، وهذا عكس ما كان يبحث عنه، وأبلغه جون دارلنج حينها أنه لن يتعاون معه، ونصحه بالهجرة لإسرائيل.

واصل «دار» أداء خدمته في «موساد»، وتم تكليفه بالقضاء على العميد مصطفى حافظ وكتيبة الفدائيين، وقاد بنفسه عملية اغتيال الرجل، الذي كان يقود فرقة الفدائيين التي تسللت عبر الحدود الإسرائيلية المفتوحة، وقامت بتنفيذ بعض العمليات الفدائية داخل المستوطنات الحدودية خلال فترة الخمسينيات، ما أثار حالة من الرعب في إسرائيل آنذاك.

وحاولت المخابرات الإسرائيلية اغتيال مصطفى حافظ وأفراد كتيبته أكثر من مرة، عن طريق المظاريف المفخخة، لكن «حافظ» كان حذراً للغاية، ولم يفتح مظروفاً واحداً، ووقتها تعرف «دارلنج» على أحد البدو المقربين من الفدائيين، وحكى له قصة وهمية، عن أن قائد شرطة غزة -وقت كانت تحت السيطرة المصرية- يتعاون مع الإسرائيليين.

وعلى الفور، هرع الشاب البدوى إلى مصطفى حافظ، وحكى له تفاصيل القصة، وأخبره أن عليه فتح الكتاب الذي يحمل رسالة تدين أحد رجاله، وعندما قام بفتح الكتاب، انفجر، وقتل «حافظ» وزملائه الفدائيين أعضاء الكتيبة.

وبعد عدة أشهر، اندلعت حرب 1956، وتم تكليف «دار» بإنقاذ يهود بور سعيد، الذين كانوا محاصرين هناك، وبالفعل انضم بصحبة اثنين من الضباط الإسرائيليين للقوات الفرنسية، واستأجر شقة لعقد الاجتماعات مع بعض الشباب اليهودى لتوعية أعضاء الجالية اليهودية في بورسعيد، والبالغ عددهم 200 يهودى، بتفاصيل الخطة.

واقترح إبراهام دار على «موساد» تهريب يهود بورسعيد إلى إسرائيل عبر البحر وليس عن طريق البر، مثلما كان مخططاً له منذ البداية، وبالفعل صدق مسئولو جهاز الاستخبارات الإسرائيلى على الخطة الجديدة، وأطلقوا عليها اسم «عملية الحكمة».

وقال نجل إبراهام دار لصحيفة معاريف العبرية، إن والده تقرب من جماعة الإخوان المسلمين، فور وصوله للقاهرة لتكوين خلية «لافون»، وأصبح صديقاً مقرباً بشدة لأحد قيادات الجماعة

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.